فُتاة رغيف يغشاه التراب

أستبيحها عذرا
متمنياً أن لا يمتلأ قلبها ذعرا
من حروفي . . من هذياني
حين استرجع مستقبل الذكريات
لأني سأكتب عن هواء
عن ماء عن لا شئ من شئ
عن مجمل أيام
مقبلات مدبرات

سأهذري بما عنه أدري
وهي كذلك تدري
عن كوخ الأشباح
الذي كم قضينا تحته
ليال انس حتى الصباح
حتى هيام العقل
الذي لم يبرح ذاته
الا أن اعتصر قلبه من الألم دما
محاولاً إدراك اعتصاره
لإحتواء قطرات دمٍ باقية
ليقرأ أو ليكتب عن ارتباطي
عقلا . . وقلبا !!

فابتسمي ايتها الذكريات
واستقرئي فنجان الماضي
وباتي تحت ضجيج شبح
ورهبة خوف وارتعاد فرائص وزعزعة
لحين نهوض المستقبل
على صريخ حطام الفناجين
وتصفيد الأشباح
في وقت تتضور الابتسامة
كأحشاء من الجوع متضورة
إبتسمي ولا تبكين . . فأبكي

إني منهك منهمك
في تفسير أحلامنا !!
فابتعدي . . وإن شئت اقتربي
وإني على يقين أنك ستكونين معي
كما عهدت قربك
كما عهدت قلبك
وقولك الذي زادني بك شغفاً
فقط قولك
وإن جانبت أفعالك الصواب
تبقين على مواثيق حبي
تحبيني .. !!

حبيبتي لن أبرح
منازل حبنا
ساتجول بينها على عجل
وأقف حين مساء على طلل
وعيناي أحداهن تبكي
والأخرى تسرق بالنظر فتاة أخرى
ولتعلمين أني لم أخذك خيانة وغدرا
بل أعلنت وصرحت جهرا
فاشربي هنئياً مرئياً .. من كأس ٍأسقتنيه
وإني لا زلت
أستبيحك حبيبتي عذرا !!

حبيبتي لم أخذلك ولن
ولم تفهميني ولن
أردت تبليل عروقك من العطش
كما ابتلت عروقي منك
وبات القلب يسبح في ماء لم يجد الظمأ اليه سبيلا
لكنه العقل أدرك القلب قبل الغرق
ومعه الأفكار تاهت
في فضاء تسبح فيه فَتاة
بيدها من الخبز فُتاة
هو بقايا رغيف
صنعته أمها قبل الممات
لتدعها بعد ذلك يتيمة
تسقي الأرض دموعا
علها تنبت قمحاً
من "فُتاة رغيف" يغشاها التراب
متناسية أن سنابل القمح
بعد أن أصبحت خبزاً لن تعود
والرغيف لن يعود وطاهية هي الأخرى لن تعود
فأحببتها . . فهل تحبينها معي ؟!!
إنها مسكينه . . إنها بريئة
أستبيحك حبيبتي عذراً !!
وأستبيح العقول عذراً !!
فلن ولن يكون الوفاء غدرا .

...

أفلاطوني